لسودان يواجه التغير المناخي بــ «الحزام الأخضر»*
تاريخ النشر 2017-04-09
يواصل السودان خلال الشهر الجاري خطته لتنفيذ مشروع الحزام الأخضر، ومن المقرر أن يغرس الرئيس السوداني عمر البشير شجرة في المشروع الذي سيطوق العاصمة الخرطوم لحمايتها من الجفاف والتصحر، وهو من المشاريع البيئة الكبيرة التي يعول عليها لتقليل الانبعاثات الغازية السامة في السودان والدول المجاورة.
وللحديث عن هذا المشروع الضخم التقى الوطن الاقتصادي الوزير اللواء عمر نمر رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية بالعاصمة الخرطوم، والذي أكد أن انفصال الجنوب كان له تأثير سلبي على السودان حيث تقلصت مساحة الغابات إلى 10 %، الأمر الذي استوجب إصدار استراتيجية التنوع الحيوي لرفع نسبة الغابات إلى 20 %.
وأضاف نمر أن السودان بدأ فعليا في تنفيذ مبادرة الاقتصاد الأخضر لاستخدام الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والمياه، التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير في مؤتمر المناخ الذي عقد بمراكش وشاركت 195 دولة، موضحا أنه تم البدء في تنفيذ طاقة المياه بالحفائر والسدود وزيادة المساحات الخضراء في حوض السافنا، وإلى نص الحوار..
حدثنا عن مشروع الحزام الأخضر حول العاصمة الخرطوم؟
- من اهم اهدافنا في السودان مشاركة العالم في التوازن البيئي، فالتغيرات المناخية أثرت سلباً على الدول النامية والأقل نموا، ومن المعروف أن القارة الافريقية عانت وتعاني من ظاهرة الغازات السامة، التي ادت الى زيادة درجات الحرارة والجفاف والتصحر والفيضانات والسيول، الأمر الذي أدى بدوره الى زيادة في معدلات النزوح والهجرة وزيادة الفقر، كل هذه الاسباب مجتمعه دفعتنا للتفكير في مشروع (الحزام الاخضر) لتخفيف الغازات السامة.
هل لهذا المشروع علاقة بالتغيرات البيئية والديمغرافية التي حدثت في البلاد؟
- انفصال الجنوب كان له تأثير سالب على السودان حيث تقلصت مساحتنا الغابية الى 10 %، لذلك أصدر الرئيس البشير استراتيجية التنوع الحيوي لرفع نسبة الغابات الى 20 %، تقوم على تنفذها الوزارت المختصة، كما اصدر قرارا بحظر قطع الاشجار باعتباره جريمة يحاسب عليها القانون.
إلى أي مدى تأثرت الخرطوم بالتغيرات المناخية؟
- السنوات الماضية شهدت حركة نزوح كبيرة للمواطنين من الريف الى المدن، وأكثر من 90 % هاجروا الى العاصمة الخرطوم، وحدث ضغط كبير على الخدمات مما زاد من معدلات الفقر، وأصبح أكثر من 8 ملايين في العاصمة يعيشون على خدمات لمليوني، وهو ما أدى الى التدهور في البيئة وافراز كبير للنفايات، لذلك فكرنا في امتصاص الغازات من الخرطوم وحولها، وهنالك أكثر من مليون نسمة يسكنون في 103 قرى يسكنون في اطراف الخرطوم تأثروا بالزحف الصحراوي، حيث يعاني سكان تلك القرى من قلة المياه وتدني الخدمات الصحية والتعليمية، وتقل الزراعة والرعي، ولذلك كان قرارنا أن نأخذ نموذج الحزام الاخضر لمعالجة قضايا هذه المجتمعات.
المردود الاقتصادي والبيئي للمشروع؟
- الحزام الأخضر يقلل درجة الحرارة ويزيد درجة الرطوبة في التربة والهواء ويمتص الغازات السامة القادمة من الخارج والداخل، ومن فوائده توفير مورد إقتصادي للسكان للاستفادة من الأشجار المثمرة، وقمنا بتدريب المواطنين على الزراعة والبستنة وتربية المواشي والدواجن، وكذلك قمنا بتوفير المياه والكهرباء وانتاج البيوغاز من بقايا ومخلفات الانتاج الزراعي والحيواني، وهذا سيؤدي الى هجرة عكسية للناس من المدن الى الأرياف.
كم تبلغ التكلفة المالية للمشروع؟
- تبلغ التكلفة الكلية لمشروع الحزام الاخضر حوالي (50) مليون دولار، واذا تم توفير الآليات ستقل هذه التكلفة الى الثلث، وتكفلت الدولة ومؤسسات القطاع الخاص بحوالي 25 مليون دولار، وتعهد المجتمع الدولي بالمبلغ المتبقي، ونتوقع ان يجد المشروع دعما كبيرا من الدول والصناديق العربية التنموية والمنظمات لكل مشروعات البيئة في السودان، كما التزمت وزارة البيئة القطرية بالمساهمة في مشروع الحزام الاخضر.
ما المدى الزمني والفوائد المهمة للمشروع؟
- المدى الزمني للمشروع اربع سنوات، بدأ في ديسمبر 2016 ينتهي في ديسمبر 2020، وسنزرع خلال هذا العام (6) ملايين شجرة مثمرة وظلية وغابية في كل مدن واحياء العاصمة الخرطوم، والمساحة المستهدفة للمشروع حوالي 13 الف فدان، وهدفنا الاساسي من المشروع تحقيق الأمن الغذائي للمواطن، كما انه سيحقق فوائد اقتصادية من خلال بيع (الكربون) من مخلفات الزراعة، وبحسب الدراسات التي أجريناها فإن عائدات الكربون تتجاوز (3) ملايين دولار سنويا.