سفراء الدول الأجنبية يضربون بتحذيرات «واشنطون»
تاريخ النشر 2017-04-09
ضرب سفراء الدول الاجنبية المعتمدون بالخرطوم بالتحذيرات الامريكية لرعاياهم بالسودان بأخذ الحيطة والحذر ، عرض الحائط وهم ييممون شطر الريف الغربي دون حراسة شخصية تذكر، مشاركين فاعلين في مشروع الحزام الأخضر الذي يرعاه المجلس الاعلي للبيئة والترقية الحضرية والريفية بولاية الخرطوم ويترأسه اللواء عمر نمر .
المفارقة ان من بين السفراء الاجانب الذين غرسوا اشجارا كتبوا عليها اسماءهم ،القائم بالاعمال الامريكية في الخرطوم استيفن كوتسيس نفسه ونظيره البريطاني مايكل ارون وسفير الاتحاد الاروبي وسفراء فرنسا ـ الهند ـ هولندا ـ ايطاليا ـ السويد.
الواقع و المحاذير الأمريكية
بحضور وزير الاستثمار الاتحادي مدثر عبدالغني ووزير التعاون الدولي عثمان واش ووزير البيئة بولاية الخرطوم اللواء عمر نمـــر ورئيس اللجنة الالمبية السودانية سيد هارون ورئيس المجلس السوداني للمنظمات الطوعية والقنصل العام لجمهورية سلوفاكيا د. نصر الدين شلقامي ولفيف من الخبراء والعلماء وأهالي منطقة الريف الغربي. ولعل في مغادرة السفراء الي منطقة«ام قفلة» في اقصي الريف الغربي لمحلية امبدة بولاية الخرطوم دون حراسة أمنية مشددة باستثناء عربة لشرطة المرور لافساح المجال امام رهط العربات المندفع باتجاه الغرب كسبا للوقت،اشارات بان تلك المحاذير لاتعدو كونها اجراءات درج عليها القائمون علي امر الأمن في الادارة الامريكية .
وكانت وزارة الخارجية اعلنت «الجمعة» الماضية رفضها بيانا أصدرته «واشنطون» تحذر فيه رعاياها من زيارة السودان بسبب -مخاطر إرهابية وجرائم عنف- تستهدف الأجانب خصوصاً في إقليم دارفور المضطرب.
واتسقت تأكيدات الخارجية بان البيان بأنه لم يراع التطورات المهمة والتحولات الكبيرة،مع مغادرة قيادات البعثات الدبلوماسية لمناطق «ام قفلة» في أمن ووداع قياداتها الذين كانوا جزءا من كرنفال غرس الأشجار في المشروع الأخضر.
السفراء الأجانب ودعم الحزام الأخضر
سفراء الدول الأجنبية المعتمدون لدي الخرطوم وهم يؤكدون دعمهم ومساندتهم لمشروع الحزام الأخضر الذي يرعاه المجلس الاعلي للبيئة والترقية الحضرية والريفية بولاية الخرطوم وعبروا عن ثقتهم بنجاح المشروع.
*السفير البريطاني مايكل ارون* ،وصف مشروع الحزام الأخضر بالمهم ، لافتا الي انه ليس لزراعة الاشجار وانما مشروع متكامل ..وعبر في الوقت ذاته عن ثقته بنجاح المشروع، مؤكدا علي أهمية دور المجتمع المحلي بالمشاركة في المشروع وحمايته بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.. وتعهد بدعمه ومساندته للمشروع.
بدوره، وصف *استيفن كوتسيس القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم*،في كلمته المشروع بالهام مؤكدا علي دعمه والمشاركة في جميع المشروعات التي قال انها مميزة وتساعد في تأمين الأمن الغذائي.
وتعهد *وزير الاستثمار الاتحادي د. مدثر عبدالغني* بدعم المشروع وجلب شركات الاستثمار للاستثمار فيه …وشدد علي ضرورة تقديم مشروعات انتاجية مصاحبة للمشروع تتناسب وطبيعة المنطقة واهلها. وقال سنساهم بشكل مباشر في المشروعات الانتاجية بالريف الغربي …داعيا اهالي الريف الغربي الي حراسة المشروع وحمايته والاستفادة منه كمشروع انتاجي ..ووصف عبدالغني المشروع بأنه من أهم المشروعات بولاية الخرطوم ، لافتا الي انه هدية ولاية الخرطوم لاهالي الريف الغربي بوصفة شراكة طويلة قال انه لابد من التفاعل معه.
من جانبه نبه وزير التعاون الدولي عثمان واش الي تأثر الدول بالتغيرات المناخية، وتعهد بدعم المشروع الي أن يصبح مشروعا متكاملا، متوقعا مستقبلا مشرقا لاهالي الريف الغربي بالاستفادة من المشروع داعيــــا اياهم لحراسة ورعاية المشروع الذي وصفه بمشروع المجتمع.
*«نمر» والمساهمة في الزحف الأخضر*
الوزير عمر نمر في كلمته رحب باعضاء السلك الدبلوماسي المشاركين في غرس الاشجار بالريف الغربي وإجهزة الاعلام ، داعيا الي مضاعفة الجهود للارتقاء بالتوعية مضيفا ان المجلس ماض في انفاذ كافة خططه المتعلقة بالبيئة وتكملة المرحلة الاولي بالريف الغربي.
وكشف نمر عن الانتهاء من زراعه 300 ألف شتلة بالريف الغربي ، واعلن جاهزيته لإفتتاح المرحلة الاولي قريبا ..وبدء العمل في المرحلة الثانية بشرق النيل،ودعا الجميع لضرورة المشاركة في ملحمة الزحف الأخضر التي اسماها بملحمة الأجيال، وقال مشروع الحزام الأخضر هو مشروع مجتمع وليس دولة، مشيراً الي خطتهم لزراعة 6 ملايين شجرة خلال العام 2017 توزع بنسب 60% اشجار مثمرة و40% مصدات رياح واشجار غابية.
وقال ان المشروع في مرحلته الاولي يستفيد منه 400 مواطن ، علماً ان الاستفادة الكلية له تصل الي مليون نسمة.
*«شلقامي» وتوسعة المشروع*
الي ذلك ،ووصف رئيس المجلس السوداني للمنظمات الطوعية والقنصل العام لجمهورية سولفاكيا د. نصر الدين شلقامي المشروع بالضخم ، مشيرا الي أن أهم مايميز المشروع المشاركة الواسعة لكافة فعاليات المجتمع المدني ورعايتها له.. مشددا علي ضرورة الاستفادة منه في انتاج الفواكه والالبان والمناحل …متوقعاً ان يحدث المشروع تنمية وتطورا في المنطقة.
وقال *رئيس اللجنة الالمبية السودانية سيد هارون* ان وزير البيئة اللواء عمر نمر يستحق لقب رجل البيئة الاول في السودان ، متعهدا بدعم المشروع الذي قال انه سيكون في سلم اولويات لجنته، مؤكدا ان اهمية وحيوية المشروع تنبع من أن خطر البيئة لا يقل عن خطر الحروب التي تدمر العباد والبلاد بحسب تعبيره.
ومضي هارون الي أن المشروع ليس مشروعا لزراعة الاشجار وانما مشروع حياة ، داعيا الي ضرورة تعميم التجربة علي بقية ولايات السودان.
ووصف جبريل أحمد علي نائب الدائره «17» أم قفله ، المشروع بالحيوي والنوعي، داعيا الي الاسراع بمشاريع انتاجية مصاحبة من انتاج زراعي وحيواني وتدريب المرأة علي الاعمال اليدوية والاهتمام بالشباب. مؤكدا أن ضمان نجاح المشروع يتمثل بحراسته من أهالي المنطقة، مشيدا بجهد الوزير عمر نمر واشراكه لكافة فعاليات وقطاعات المجتمع في المشروع.
وأكد ممثل قرى الريف الغربي العمدة عطا الله حامد أن توضيح الوزير عمر نمر لهم بأهمية المشروع والفوائد المرجوة منه أقنعهم بان الاستفادة منه ستكون كبيرة، وهذا ما حصل بالفعل، وقال الان نحن علي استعداد للتنازل عن مزيد من الاراضي لصالح مشروع الحزام الأخضر،داعيا الي ضرورة تكملة بقية المشروعات الانتاجية للريف الغربي.